Monday, May 21, 2007

العريس كبير حبتين‏..‏ لكن مصمم يتجوز

العريس كبير حبتين‏..‏ لكن مصمم يتجوز

بقلــم‏:‏أحمد بهجت

نظر سيد افندي في ساعته للمرة العشرين‏..‏
كان يجلس في المقهي جلسته المعتادة وهو ينتظر عبده افندي
كان ميعادهما هو الساعة السادسة‏,‏ وها قد مرت ساعتان ولم يحضر عبده‏.‏


خلال هاتين الساعتين شرب سيد افندي الشيشة اكثر من مرة‏,
‏ وان كان صاحب المقهي لا يحاسبه إلا علي مرة واحدة لصداقة قديمة بينهما‏.‏


وكان سيد افندي يكره الانتظار ويتوتر فيه‏
,‏ ومضي يفكر في الذي اعاق عبده‏..‏ وعطله عن موعده‏.‏


ان لديه سيارة‏..‏ فما الذي يمكن ان يكون قد اصابه
,‏ اتراه مثلا تعرض لحادثة من حوادث الطريق‏.‏


بدأ سيد افندي يقلق هذا القلق المقيت الذي
يقوم فيه الانسان ويقعد دون ان يفعل شيئا‏.‏


ولاحظ المعلم قلقه فترك مكانه في المقهي
وجاء يجلس مع سيد في البداية سأله‏:‏


ـ أنت قلقان ليه يا سيد افندي‏..‏ زمانه جاي‏.‏
قال سيد‏:‏ هو عبده قال لك انه حيتأخر‏.‏
قال المعلم‏:‏ ما حدش قال لي حاجة‏,‏ انما انا شايفك قلقان‏.‏

قال سيد‏:‏ يكون عمل حادثة؟
قال المعلم‏:‏ ما اظنش‏..‏ عبده افندي بيسوق علي مهله‏.‏

سأل سيد‏:‏ امال ايه اللي عطله؟
قال المعلم‏:‏ الزحام اللي يعطله‏..‏ انت معندكش
عربية يا سيد افندي‏..‏ وعندكش فكرة عن زحام الشوارع‏..‏

دلوقتي اللي ماشي بيوصل اسرع من اللي راكب‏..‏ جربت تمشي‏.‏

قال سيد افندي‏:‏ امشي فين في الحر ده‏..
‏ وبعدين ايه الحر ده عمرنا ما شفنا حر زيه‏.‏

الواحد ماشي في الشارع زي ما يكون ماشي في
فرن بلدي وبمناسبة الحر‏.‏ القهوة حر قوي يا معلم‏.‏

قال المعلم‏:‏ فيه مروحة‏.‏

قال سيد‏:‏ انت محتاج تكييف يا معلم‏.‏
قبل ان يرد المعلم كان عبده افندي قد وصل‏.‏

اعتذر عبده افندي لسيد افندي عن تأخيره‏,‏ قال له كلمة واحدة‏..‏ المرور‏.‏
قالها عبده ثم جلس‏..‏ وانصرف المعلم ليأمر بالشيشة والشاي‏.‏
كان وجه عبده افندي ممتقعا وذهنه غائبا‏,‏ ولاحظ ذلك سيد سأله ـ مالك يا عبده‏.‏

قال عبده‏:‏ انا في مصيبة‏..‏ لسه دابب خناقة مع مراتي‏.‏
قال سيد‏:‏ انت لسه بتتخانق يا عبده‏..‏ احنه كبرنا عا الخناق‏.‏
اتخانقت مع مراتك ليه؟
قال عبده‏:‏ ابوها هو السبب‏.‏

قال سيد‏:‏ ابوها راخر محترم وكبير في
السن ووكيل وزارة سابق‏..‏ ازاي ده زعلك‏.‏

قال عبده‏:‏ ما زعلنيش انا‏..‏ انما زعل بناته‏,‏ ومراتي من ضمنهم‏.‏

قال سيد‏:‏ زعلهم ازاي‏.‏
قال عبده‏:‏ عاوز يتجوز‏..‏ بناته الاربعة
شنوا عليه حرب واتهموه فيها بالجنون‏.‏

قالوا له انت عندك‏76‏ سنة‏,‏ بتقعد عا الكرسي بمجهود وتقول من
عا الكرسي بمجهود‏..‏ تتجوز ازاي وانت مش قادر تروح العتبة‏.‏


وصل صبي المقهي بشيشة عبده افندي وكوبه من
الشاي فتوقف عبده عن حكايته حتي انصرف الجرسون‏.‏

بعدها استأنف حكايته‏..‏ قال‏:‏

ـ الحرب العالمية نشبت خلاص في بيتنا‏..‏ مراتي بتشن علي
ابوها حلة‏..‏ مرة تقول رايح يتجوز الشغالة‏,‏ ومرة تقول
لي يتجوز بنت ريفية بتبيع لبن وماشية حافية‏.‏

قاطع سيد محدثه قائلا‏:‏

ـ وانت ايه علاقتك بالموضوع كله‏.‏
قال عبده‏:‏ مراتي اصرت اني اروح اكلمه واقنعه انه ما يتجوزش‏.‏
سأله سيد‏:‏ ورحت له‏.‏

قال عبده‏:‏ رحت له‏,‏ قلت له بلغني يا عزيز بك انا حتتأهل‏.‏
قال لي ببرود‏:‏ عندك مانع؟ قلت له انا جاي ابارك لك
ده كل اللي قدرت اقوله‏,‏ بعد كده هو اتكلم‏,‏ قال لي انا راجل
عايش في شقة لوحدي‏,‏ شقة‏4‏ اوض كبيرة‏,‏ عايز ونس
‏,‏ حد يونسني‏..‏ حد يدعك لي ضهري‏..‏ حد اتكلم معاه بدال ما ا
نا قاعد اكلم الحيطان في الزنزانة الانفرادية اللي انا عايش فيها‏.
.‏ بعد الكلام اللي قاله قلت له عداك العيب يا عزيز بك‏
..‏ ربنا يسعدك‏..‏ مراتي بلغها اللي حصل شاطت واعلنت الحرب علي‏.
.‏ ايه رأيك انت يا سيد في الحكاية دي‏.‏

قال سيد‏:‏ سيبني افكر يا عبده

No comments: